السبت، 14 ديسمبر 2013

الفكرة التصميمية/ Concept



مصدر: جزء من رسالة  ماجستير :  إدراك الفكر التصميمي للاتجاهات المعاصرة في عمارة المتاحف . جامعة عين شمس - قسم الهندسة المعمارية / ايمن عاصم




2-1 

تعريف العملية التصميمية:


من الصعب وضع تعريف دقيق للعملية التصميمية؛ وذلك نظراً لوجود الكثير من الأساليب والنماذج المختلفة لها وكذلك لوجود الكثير من طرق تدريس التصميم المعماري، إلا أن كل هذه الطرق تشترك في هدف واحد أساسي وهو إيجاد منتج معماري ناجح على جميع مستوياته وجميع أطراف العملية التصميمية للمنتج المعماري. ويعمل كل المشتركين في العملية التصميمية، سواء كانوا معماريين أو طلبة عمارة أو أساتذة العمارة، يعملون من اجل زيادة تأثير المصمم المعماري، وذلك عن طريق العمل على تحفيز المعماري للتفكير بعمق في جوانب العملية التصميمية وتنظيم وإظهار تلك العملية والتي لم تعد ذاتية ملك للمعماري وحسب؛ بل أصبحت من العناصر الهامة والمؤثرة وبشدة على مستخدم المنتج المعماري.


  الفكرة التصميمية ومفهومها

  تعد الفكرة التصميمية ( concept ) من جوانب العملية التصميمية وتعتبر أكثر العناصر أهمية في إظهار أفكار المعماري وتوجهاته كما أنها تعبر وبشكل كبير عن المنتج المعماري والهدف من تصميمه، وهناك الكثير من التعريفات للفكرة المعمارية ( concept ) وبتجميع كل هذه التعريفات يمكن أن نتعرف على مفهوم الفكرة المعمارية كالتالي: - هي الفكرة العامة في صورتها الأولية. - بداية التفكير والذي يحتاج إلي الكثير من التفصيل والتطوير لاحقاً. - نواة إطار العمل التصميمي والذي يسمح بزيادة تعقيده مع استمرار العملية التصميمية. - رؤية تحليلية للمشكلة المعمارية والتي منها يمكن الوصول للتشكيل المعماري العام للمنتج المعماري. - الصورة الذهنية التي نتجت من تحليل المشروع والهدف منه. - الخطة العامة التي عن طريقها يمكن إيجاد حلول المشكلة المعمارية من خلال الاحتياجات الوظيفية. - الوسائل والطرق الأولية للتعامل مع العملية التصميمية. - القواعد الأولية لتطوير وتهيئة الهدف العام للمشروع. - الأفكار الأولية للمصمم والتي عن طريقها يبدأ تطوير وإيجاد التشكيل العام للمنتج المعماري.


2-2-2 

الأساسيات التي يجب توافرها في الفكرة التصميمية ( concept ): 1-أن تكون نابعة من المشكلة المعمارية أو على الأقل على علاقة قوية بها 2-أن تكون عامة وأولية وبداية لظهور شخصية المنتج المعماري 3-أن تكون قابلة للتطوير وبالطبع يجب العمل على ذلك في العادة تكون الفكرة المعمارية (concept) وسيلة المعماري في التعامل والتواصل مع المشكلة التصميمية التي يتعرض لها من خلال البرنامج الوظيفي للعمل المعماري، وأيضا تكون هي وسيلته للتعبير عن المشكلة التصميمية غير المحسوسة في صورة عمل أو صياغة مادية يمكن عن طريقا البدء في العملية الصميمة التفصيلية. تظهر لكل مشروع بصفة خاصة الخصائص والملامح الرئيسية والتي يجب التعبير عنها ويجب ترتيبها تبعاً لأولويات المشروع، وعلى المصمم المعماري تحقيق كل هذه الأولويات وإظهار تلك الملامح الرئيسية وذلك من خلال إطار العملية التصميمية العام أو الفكرة العامة الكبيرة، والتي عن طريقها يستطيع المعماري تنظيم وترتيب أولويات حلول المشكلة المعمارية. و الفكرة التصميمية (concept) تقوم بتوجيه العملية التصميمية بصفة عامة وتتدخل في جميع عناصر ومراحل العملية التصميمية، وعلى جميع مستويات العملية التصميمية. ويمكن أن تنتج الفكرة المعمارية (concept) من العديد من المصادر. بالنسبة للمصمم المعماري فإنه يكون مطالباً بأن يحقق احتياجات المستخدم وأن يعبر عنها وأن يكوم بصياغتها في إطار واحد كبير ويتطلب ذلك من المصمم أن يعبر عن الفكر التصميمي (concept) في صورة واحدة وواضحة ويظهر ذلك بوضوح من خلال المسابقات المعمارية والمشاريع المعمارية الأكاديمية، ففي الغالب يقوم المعماري بالتعبير عن تلك الفكرة في صورة مادية، وفي الحقيقة فإن أي منتج معماري يتكون من الكثير من الأفكار الصغيرة ولا يمكن أن يكون للمبنى فكرة واحدة فقط، ويتغير عدد تلك الأفكار وأحجامها طبقاً لطبيعة المنتج المعماري فالمباني ذات الأحجام الصغيرة تجد أن الجانب الوظيفي وحل مشاكل تداخل العلاقات من الجوانب المهمة في الفكر التصميمي تأخذ حيزاً كبيراً من الفكر التصميمي بصفة عامة على عكس المباني ذات العلاقات مع المحيط الحضري والتي تتطلب زيادة التفكير في العلاقات الفراغية، وبذلك يمكن التعبير عن الفكر التصميمي العام للمنتج المعماري عن طريق مجموعة من العناصر والتوضيحات الرئيسية وهي: ·العلاقات الوظيفية لعناصر المشروع ·تعريف الفراغات المعمارية ·مسارات الحركة داخل الكتلة المعمارية ·العلاقة بالمحيط الخارجي ·الإطار التشكيلي العام و بالطبع يتدخل الجانب الاقتصادي مع كل الجوانب السابقة وربما يكون تأثيره أقوي على سير العملية التصميمية، وبالطبع فإن تلك العناصر الخمسة التي تعبر عن الفكر التصميمي للمنتج المعماري بصفة عامة يمكن ترتيبها طبقاً لأولويات كل مبنى كما يمكن أن يتعاظم دور إحداها على حساب الآخرين طبقاً لاحتياجات تصميم كل مبنى[3]. وإذا نظرنا إلى تلك العناصر الخمسة نجد أن منهم عنصرين، وهما (العلاقات الوظيفية لعناصر المشروع ) و( العلاقة بالمحيط الخارجي )، يكونان من المعطيات للمصمم ولا يتدخل فيها إلا لحل المشكلات والعلاقات، أما باقي العناصر فتكون من أدوات المصمم والتي يتحكم فيها بشكل كبير في التعبير عن فكره الخاص. و يقوم المعماري بتطوير الفكرة المعمارية (concept) طبقاً للعناصر الخمسة المذكورة، ومن خلال كل عنصر منهم يكون من الممكن أن يستنبط الأفكار المعمارية الفرعية، وعندما ينتهي المصمم من وضع تلك الأفكار ويحققها طبقاً لتلك العناصر الخمسة يكون قد حقق التصميم العام للمنتج المعماري، وتعتمد جودة التصميم بصفة عامة على قدرة المعماري ونجاحه في بناء الفكر التصميمي للمنتج المعماري وقدرته على صياغة تلك الأفكار المختلفة الاتجاهات والأهداف في صورة كاملة وواضحة ومتجانسة لينتج في النهاية منتج معماري ناجح على جميع المستويات. و بالطبع تظهر شخصية المعماري وتفرده أثناء العملية التصميمية والتي يكون له رؤية خاصة فيها ويمكن أن يكون له ترتيب خاص لأفكاره، وربما تكون أفكاره تلقائية ذاتية، والمهم أن يصل في النهاية إلى تصميم كامل العناصر به حلول المشكلات الوظيفية التي تحقق متطلبات واحتياج مستخدم المنتج المعماري. 2-2-3 

علاقة الفكرة التصميمية (concept) بالعملية التصميمية ومراحلها: يعتقد في الغالب أن الفكرة التصميمية يكون لها علاقة فقط بالجزء الخاص بالتصميم الأولي ( الكروكي ) للمشروع حيث تكون بداية ظهور تلك الفكرة العامة والكبيرة خلال مراحل العملية التصميمية، إلا أنه في الحقيقة تتدخل الفكرة التصميمية (concept) أثناء جميع مراحل العملية التصميمية بداية من وضع البرنامج الوظيفي نهاية بمستندات ولوحات البناء مروراً بالتصميم الأولي ( الكروكي ) وتطوير التصميم، ويتضح من ذلك أن هناك مستويات لتطبيق الفكرة التصميمية تتكامل جميعاً لتكون الفكرة عامة رئيسية. و من خلال الفكرة العامة الرئيسية يمكن بلورة الكثير من الأفكار التصميمية (concept) وتطبيقها خلال مراحل العملية التصميمية من خلال عرض أفكار المنتج المعماري وأفكار عملية التصميم ومراحلها الموضحة كالتالي: 1- مرحلة وضع البرنامج المعماري وعناصر المشروع. 2- مرحلة التصميم الابتدائي والتحضيري للمشروع. 3- مرحلة تطوير التصميم. 4- مرحلة إعداد مستندات المشروع والعقود. 5- مرحلة إدارة تنفيذ المشروع. و تحوي كل مرحلة من تلك المراحل الكثير من الأفكار (concepts) سواء ما يتعلق بالعملية التصميمية أو ما يظهر في المنتج المعماري النهائي، وسواء كانت تلك الأفكار تظهر في التكوين الخارجي للمنتج المعماري أو تظهر في استخدام المواد المستخدمة أو تظهر في طريقة تعامل المستخدم مع المنتج المعماري.




2-2-4 

مستويات الفكرة التصميمية (concept): هناك العديد من المستويات التي يتم فيها تطبيق الفكرة المعمارية (concept) الرئيسية، وهذه المستويات تنقسم بدورها إلى مستويات أساسية ومستويات فرعية فمن المؤكد أن الفكرة المعمارية يجب عليها أن تحقق الهدف والوظيفة المطلوبة من المبنى في أفضل توزيع فراغي، ومن هذا المنطلق تنقسم المستويات الرئيسية إلى خمسة مستويات وهي الوظيفة والفراغ والحركة والتشكيل وأخيراً العلاقة بالمحيط. هذه المستويات الرئيسية تنقسم بدورها إلى مستويات أكثر تفصيلاً تعبر عن مدى تطبيق الفكرة (concepts) في كل مستوى وبالطبع تختلف المشروعات في مدى تطبيق الفكرة في المستويات المختلفة وذلك طبقاً لنوعية المشروع والهدف منه. ففي مباني المتاحف مثلاً نجد أن تطبيق الفكرة (concept) يظهر بقوة في مستويات التشكيل والحركة وذلك نظراً لأهميتها في التعبير عن المضمون الثقافي للمتحف وتأثير ذلك على القدرات الإدراكية للمتلقي وهذا ما سيتم تفصيله في الفصول القادمة.


2-2-5

  علاقة المعماري بالفكرة التصميمية (concept): من المؤكد أن الفكرة المعمارية والتصميم العام للمنتج المعماري تتأثر بالمعماري القائم بالتصميم، وهناك الكثير من العوامل التي تؤثر على اتجاه الفكرة التصميمية وطريقة تطبيقها، هذه العوامل ترتبط بالمصمم المعماري في المقام الأول ويمكن تلخيص تلك العوامل في ثلاث نقاط رئيسية هي:

      فلسفة المعماري العامة وخلفياته الثقافية وانتماءاته.
      الفلسفة التصميمية والمداخل التعبيرية والاتجاهات التصميمية للمعماري.
      رؤية المعماري للمشكلة التصميمية ( تبعاً لكل مشروع ) وتحديد جوانبها وطرق حلها.



هناك تعليقان (2):